فاس.. مدينة جمعت بين تاريخ التراث المغربي وحاضر كرة القدم الإفريقية

تعيش مدينة فاس المغربية العريقة أجواء مثالية في الأيام الحالية، مع احتضانها لمباريات بطولة كأس الأمم الإفريقية ٢٠٢٥ المستمرة في المغرب حتى ١٨ يناير المقبل.
مدينة فاس وملعبها “المركب الرياضي لمدينة فاس” واحدة من ست مدن مغربية تستضيف حاليا منافسات البطولة الإفريقية إلى جانب “الرباط والدار البيضاء وطنجة وأكادير ومراكش”.
وتعد مدينة فاس واحدة من أعرق المدن العربية والإسلامية، ومرآة حقيقية لتاريخ المغرب الممتد لأكثر من ١٢ قرنا، وبين أزقتها الضيقة وأسوارها العتيقة، تنبض حضارة صنعت مجدا علميا وثقافيا لا يزال حاضرا حتى اليوم.
تأسست مدينة فاس سنة ٧٨٩ ميلادية على يد إدريس الأول، لتصبح لاحقا عاصمة للدولة الإدريسية، ومركزا سياسيا ودينيا بارزا في شمال إفريقيا.. ومع تعاقب الدول، احتفظت المدينة بمكانتها كمنارة للعلم وملتقى للحضارات الأندلسية والعربية والأمازيغية.
ورغم طابعها التاريخي العريق، تواصل فاس تطورها كمدينة حديثة، تجمع بين التراث والحياة المعاصرة، ليتم اختيارها كواحدة من المدن المستضيفة لكأس الأمم الإفريقية ٢٠٢٥، لتستمر في استقطاب آلاف السياح الباحثين عن تجربة ثقافية وكذلك رياضية.
وتستضيف مدينة فاس أربع مباريات في النسخة الجارية من “كان ٢٠٢٥”، وهي لقاءات منتخب نيجيريا الثلاثة في دور المجموعات أمام كل من تونس وتنزانيا وأوغندا ضمن المجموعة الثالثة، كما سيستقبل ملعب فاس مباراة واحدة في الدور ثمن النهائي للمسابقة القارية الأبرز.
ويجمع ملعب فاس بين العمارة المغربية والمرافق المعاصرة، وتبلغ طاقته الاستعابية ٤٥ ألف متفرج، وتم تصميمه في التسعينات، واكتمل بناءه عام ٢٠٠٣، وتمتاز مدرجاته باللونين الأحمر والأخضر وهي ألوان العلم المغربي.
وبدأ ملعب فاس في استقبال مباريات وجمهور كأس الأمم الإفريقية بالفعل، بعدما ظهر الملعب بحلة مميزة خلال لقاء منتخبي نيجيريا وتنزانيا أول أمس الثلاثاء، والذي انتهى بانتصار النسور الخضر بنتيجة ٢-١.
فاس تعتبر واحدة من أكبر المدن العتيقة المحفوظة في العالم، وانضمت للشبكة العالمية لمدن التعلم التابعة لليونسكو في فبراير لعام ٢٠٢٤، كما تتميز المدينة بأسواقها التقليدية، ومساجدها التاريخية، بجانب شهرتها الواسعة في صناعة الجلود من خلال الدباغات الشهيرة التي ما زالت تستخدم بنفس الطرق التقليدية منذ قرون.
بين أزقتها الضاربة في عمق التاريخ وأسوارها التي شهدت تعاقب الحضارات، فتحت مدينة فاس العتيقة أبوابها لاحتضان منافسات كأس الأمم الإفريقية، للتوحيد بين الرياضة والتراث، ولتأكيد مكانتها كجسر بين الماضي والحاضر.



