ثقافة وفنون

مروان مازن.. شاب مصري يكتب اسمه في سجل الإبداع العالمي بالصينية

في عمر السابعة عشرة، استطاع الطالب المصري مروان مازن أن يُثبت للعالم أن التميز لا تحدّه السنون، وأن الموهبة الحقيقية تجد طريقها حتى عبر أبعد اللغات والثقافات. فقد حصد مروان جائزة “أفضل أسلوب أدبي” في نهائيات مسابقة “جسر اللغة الصينية – فرع السرد القصصي” لعام 2025، متفوقًا على متسابقين من 31 دولة في واحدة من أبرز الفعاليات الثقافية العالمية المقامة بمدينة هانغتشو الصينية.

img 0095

ابن مصر يتألق بلغة الحضارة الصينية

وسط منافسة شرسة ضمت 50 متسابقًا من أصل أكثر من 1400 مشارك من نحو 90 دولة، خطف مروان الأضواء بأداء أدبي متكامل، لم يكن مجرد عرض مسرحي، بل حكاية نابضة بالحياة تنقلت بين الكلمات والمشاهد والموسيقى، لتروي قصة “محور بكين المركزي”، أحد المواقع الثقافية المُدرجة حديثًا ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.

وما ميز عرضه هو المزج بين الفن والتاريخ والحس الإنساني، باستخدامه لغة صينية راقية، وصورًا بصرية مدروسة، ونصًا سرديًا عميقًا يترجم فهمًا حضاريًا ناضجًا.

حديث لجنة التحكيم والجمهور

رغم حداثة سنه، استطاع مروان أن يلفت الأنظار، لا فقط كمتسابق متميز، بل كـ”رسول ثقافي” يحمل روح مصر إلى مسرح عالمي. فحصل على جائزة فردية مميزة رغم عدم وجوده ضمن قائمة العشرة الأوائل، ما يعكس قيمة الأداء وليس فقط الترتيب الرقمي.

img 0094

مدرسته الدولية في بكين عبّرت عن فخرها الكبير، مؤكدة أن “عرض مروان كان ناضجًا ومفعمًا بالإحساس والذوق الفني”، مضيفة أنه “جسر حي جمع بين عمق الحضارة المصرية وروح الثقافة الصينية.”

“أنا لا أتعلم لغة فقط.. بل أعيش حضارة”

بهذه العبارة اختصر مروان رؤيته لتجربته، مؤكدًا في تصريح لوكالة “شينخوا” أنه يشعر بانتماء مزدوج يجمع بين مصر والصين، ويحلم أن يكون جسرًا حقيقيًا بين الحضارتين.

img 0092

كلماته لم تكن مجرد تصريحات، بل مانيفستو ثقافي يعبّر عن جيل جديد يؤمن بأن اللغة ليست أداة فقط، بل نافذة حضارية وجسر للتفاهم والتقارب.

رسالة إلى العالم.. هذا هو الطالب المصري حين تُمنح له الفرصة

تجربة مروان مازن تمثل نموذجًا مُلهمًا لقدرة الشباب المصري على التألق عالميًا حين تتوفر له البيئة الداعمة، والرؤية الثقافية، والانفتاح على العالم. إن فوزه يؤكد أن الإبداع ليس حكرًا على أحد، وأن مصر قادرة على تصدير العقول المبدعة القادرة على تمثيلها في أرقى المحافل.

img 0093

“جسر اللغة الصينية”.. منصة عالمية للحوار الثقافي

انطلقت مسابقة “جسر اللغة الصينية” عام 2002، وشارك فيها حتى الآن أكثر من 1.7 مليون طالب من 160 دولة. وتهدف إلى تعزيز التفاهم والتقارب الحضاري بين الصين والعالم، عبر فتح مساحات أمام الشباب للتعبير عن رؤيتهم الإنسانية بلغات مختلفة.

img 0091

مروان مازن.. ابن الكلمة والهوية

ولا يمكن الحديث عن هذا الإنجاز دون الإشارة إلى الخلفية الثقافية لمروان، فهو نجل الكاتب الصحفي الزميل محمد مازن، ما يضع تتويجه في سياق أسرة تعتز بالكلمة، وتؤمن بالعلم والثقافة، وتغرس في أبنائها حب الهوية والانفتاح معًا.

ما فعله مروان ليس مجرد فوز بمسابقة دولية، بل رسالة أمل وتحدٍ، تقول إن مصر تملك شبابًا قادرين على المنافسة عالميًا.. شبابًا يعيشون الحلم ويحولونه إلى واقع. فهل آن الأوان لنمنحهم مزيدًا من الدعم والمساحات ليحملوا راية الوطن في سماء العالم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى