تقنيةعاجل

ثورة الذكاء الاصطناعي في العالم العربي بين الطموح والتحديات

إعداد: فريق موقع السفير

من أدوات الترجمة إلى روبوتات المحادثة، ومن تحليل البيانات إلى رسم السياسات، دخل الذكاء الاصطناعي (AI) بقوة إلى تفاصيل الحياة اليومية. العالم العربي، رغم تأخره التقني سابقًا، بدأ يشهد حراكًا متسارعًا في تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي، سواء في الحكومات أو القطاع الخاص أو حتى التعليم. فهل نحن أمام نهضة رقمية فعلية؟ أم أن الطريق لا يزال مليئًا بالتحديات؟

 خلفية وسياق

الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية مستقبلية، بل واقع حالي يفرض نفسه. الدول الغربية والآسيوية قطعت شوطًا كبيرًا في تطوير وتوظيف هذه التكنولوجيا، بينما بدأت دول عربية مثل الإمارات، السعودية، مصر، وقطر، بتخصيص ميزانيات واستراتيجيات وطنية لدخول هذا السباق التقني. ومع زيادة التوجه نحو الرقمنة بعد جائحة كورونا، أصبحت الحاجة أكثر إلحاحًا لتسريع هذا التبني.

الواقع الحالي في العالم العربي

  • الإمارات أطلقت وزارة مخصصة للذكاء الاصطناعي، وبدأت باستخدامه في الخدمات الحكومية، والشرطة، والتعليم الذكي.

  • السعودية أعلنت استراتيجية وطنية طموحة للذكاء الاصطناعي، تهدف لتكون من بين الدول الرائدة في التقنية بحلول 2030.

  • مصر بدأت دمج AI في مجالات مثل الصحة والتعليم وخدمات المرور.

  • القطاع الخاص في العالم العربي بدأ باستخدام تقنيات مثل تحليل البيانات، الشات بوت، والتنبؤ بالأسواق، خاصة في البنوك وشركات التسويق.


التحديات الكبرى

رغم الطموح الكبير، إلا أن هناك عقبات لا يمكن تجاهلها:

  • ضعف البنية التحتية الرقمية في بعض الدول.

  • نقص الكوادر المتخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

  • غياب التشريعات الواضحة التي تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي وتحمي الخصوصية.

  • فجوة رقمية بين الفئات: بعض شرائح المجتمع لا تزال تفتقر إلى المهارات الرقمية الأساسية.

 التحليل والتفسير

الذكاء الاصطناعي فرصة ذهبية للعالم العربي للنهوض التكنولوجي، وتجاوز فجوة التطور مع الغرب. لكن دون خطط تعليمية محدثة، وتشريعات واضحة، واستثمارات طويلة الأمد، قد تتحول هذه الفرصة إلى عبء تقني أو تبعية رقمية.

المجتمعات التي لا تنتج تقنيتها بنفسها، تبقى دائمًا تحت رحمة المنتج الخارجي، وهو ما يضع أهمية كبرى على توطين المعرفة وليس فقط استيرادها.

 اقتباسات من خبراء

يقول الدكتور سامي بدر، أستاذ الذكاء الاصطناعي في جامعة القاهرة:

“ما نحتاجه ليس فقط شراء أدوات الذكاء الاصطناعي، بل بناء ثقافة رقمية تبدأ من المدارس وحتى القطاعات الصناعية. الدول التي تسابق الزمن في هذا المجال، تعرف أن الاستثمار في العقول هو الأساس الحقيقي.”

ويضيف:

“إذا لم نسرع في سد فجوة التعليم والمهارات، فإننا سنكون مستخدمين فقط، لا منتجين لهذه التقنية التي ستقود العالم.

ثورة الذكاء الاصطناعي قادمة بقوة، والعالم العربي أمام مفترق طرق: إما أن يكون مساهمًا في هذه النهضة الرقمية، أو مستهلكًا تابعًا لها. الرهان على التعليم، والتشريعات، ورؤية استراتيجية واضحة هو السبيل الوحيد لتحويل الذكاء الاصطناعي من حلم مستورد إلى واقع منتج ومؤثر في حاضر ومستقبل المجتمعات العربية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى