سفير الفلبين أن الروابط التي عززناها ليست مجرد إنجازات دبلوماسية بل علاقات إنسانية وصداقة حقيقة

كتب رفعت عبد السميع
في احتفالية رائعة بالذكري 127 لإعلان استقلال الفلبين قال السفير عزالدين تاجو سفير الفلبين لدى مصر في كلمته بهذه المناسبة
ضيف الشرف معالي الوزير السيد/ علاء الدين فاروق زكي، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي،
أعضاء السلك الدبلوماسي،
الأصدقاء،
يشرفنا حضوركم ونحن نحتفل بالذكرى 127 لإعلان إستقلال الفلبين.
منذ 10 أيام، كان لي شرف إستقبال أمين رئاسة الجمهورية، السيد/ محمد عاطف، الذي نقل تهنئة فخامة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي الحارة بهذه المناسبة. وأودّ مجددًا أن أشكر فخامة الرئيس على تهنئته.
كما أود الليلة أن أعرب عن خالص تقديري لمعالي رئيس الوزراء الدكتور/ مصطفى مدبولي على تهانيه الحارة التي نقلها إلينا ضيف الشرف الموقر، معالي الوزير/ علاء الدين فاروق زكي.
تُمثل هذه المناسبة لحظةً مهمةً في تاريخ الفلبين حيث أعلن الجنرال الفلبيني إميليو أجوينالدو إستقلال الفلبين في 12 يونيو 1898. في ذلك اليوم التاريخي، رُفع العلم الفلبيني لأول مرة، وعُزف النشيد الوطني.
على الرغم من الإعتراف بالإستقلال التام في 4 يوليو 1946، إلا أن يوم 12 يونيو هو يومنا الوطني الذي نحتفل به بفخر، تكريمًا لشجاعة وتضحيات أبطالنا الوطنيين. في هذا اليوم، نخلد ذكرى نضالنا وإنتصاراتنا الماضية، ونُشيد أيضًا بمسيرتنا المستمرة نحو التقدم والسلام والازدهار. و هذا يتماشى مع شعار الإحتفال “الحرية، التاريخ، المستقبل”.
على الرغم من التحديات، تواصل الفلبين نموها الإقتصادي. ففي الشهور التسعة الأولى من عام 2024، نما الإقتصاد الفلبيني بمعدل متوسط 5.8% بينما تحسن التضخم بشكل ملحوظ ضمن أهداف الحكومة. نتيجةً لإستمرار التعافي والإصلاحات، تسير البلاد على الطريق الصحيح للإنتقال من وضع الدخل المتوسط الأدنى إلى الدخل المتوسط الأعلى بحلول عام 2026.
وبالنسبة لمنطقة جنوب شرق آسيا، تُعد الفلبين عضوًا في رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، وهي منظمة تأسست عام 1967 لتعزيز النمو الإقتصادي والتقدم الإجتماعي والتنمية الثقافية، بالإضافة إلى السلام والإستقرار الإقليمي بين أعضائها.
هنا في مصر، تُمثل رابطة دول الآسيان تسع (9) بعثات دبلوماسية، تشمل بروناي وكمبوديا وإندونيسيا وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام.
في عام 2026، ستتولى الفلبين رئاسة رابطة دول جنوب شرق آسيا بعد رئاسة ماليزيا الناجحة هذا العام. وتتطلع الفلبين إلى تعزيز رؤية مجتمع الآسيان 2045، التي تهدف إلى بناء رابطة مرنة ومبتكرة وديناميكية ومتمحورة حول الإنسان بحلول عام 2045.
الليلة، نخصّص لحظة أيضًا لتسليط الضوء على الصداقة القوية بين الفلبين وجمهورية مصر العربية. لقد إزدهرت علاقاتنا الدبلوماسية على مدار 79 عامًا (80 عامًا العام المقبل) منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في 3 مارس 1946. وأود أن أشير إلى أن السفارة الفلبينية في مصر هي أول بعثة فلبينية تم إنشاؤها في الشرق الأوسط وأفريقيا. وقد قامت هذه الشراكة الطويلة الأمد على الإحترام المتبادل والقيم المشتركة والإلتزام بالتعاون في المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية والإنسانية.
وكان الدفء والتضامن بين شعبينا واضحًا بشكل خاص خلال الأزمات الأخيرة، حيث قدمّت مصر مساعدة شديدة الأهمية خلال إجلاء الفلبينيين من السودان وغزة. ونحن ممتنون جداً لذلك.
فيما يتعلق بالتجارة والزراعة، يسرني أن أشير إلى وصول المنتجات الزراعية إلى الأسواق المحلية لكل من الفلبين ومصر – الخوخ المصري إلى الفلبين، والدوريان الفلبيني إلى مصر. ويسعدني أن أعلم أن المصريين سيتعرفون قريبًا على الدوريان، “ملك الفواكه”. إنها فاكهة إستوائية تشتهر برائحتها الزكية، وفي الوقت نفسه تتميز بنكهتها الفريدة والكريمي واللذيذة.
هذا الإنجاز بين البلدين هو ثمرة ما يقرب من عامين من المفاوضات الدؤوبة، وتقييمات مخاطر الآفات، والتعاون التنظيمي بين الحكومتين الفلبينية والمصرية. وهو يعكس الثقة الدولية المتزايدة في أنظمة صحة وسلامة النباتات في بلدنا، وإمتثالنا للمعايير التنظيمية الصارمة.
نأمل أن يكون هناك تبادل تجاري مستمر للمنتجات الزراعية بين البلدين. هذا الوصول الجديد إلى السوق المصرية يبشر بفرص مثيرة لتوسيع رقعة الزراعية الفلبينية ومشاركة فاكهتنا الإستوائية المحبوبة في جميع أنحاء العالم.
لطالما ذكرت أن الفلبينيين والمصريين متشابهون إلى حد كبير. لدينا نفس عدد السكان الذي يزيد عن 100 مليون نسمة، بالإضافة إلى متوسط عمر الشباب الذى يتراوح بين 22 و24 عامًا.
يتمتع كلا بلدينا بهذه القدرة على تسخير فرص النمو الإقتصادي من خلال التركيبة السكانية الشابة لدينا. نتشارك نفس قيم الأسرة، بالإضافة إلى الحب والفخر ببلدنا. في السنوات القادمة، نتطلع إلى توسيع تعاوننا مع مصر في مجالات التجارة والإستثمار والسياحة والتواصل بين الشعبين.
أدعوكم جميعًا لزيارة الفلبين لتجربة كرم الضيافة الفلبيني عن كثب، والإستمتاع بعجائبها ومناظرها الطبيعية الخلابة. نفخر بتراثنا الفريد وثقافتنا النابضة بالحياة، وهي مزيج من التقاليد الأصيلة وتأثيرات حضارات مختلفة شكّلت هويتنا.
ضيوفنا الكرام،
ستنتهى فترة خدمتي بعد شهرين تقريبًا، وسأعود إلى الفلبين لفترة وجيزة.
الليلة، أقف أمامكم مليئًا بالإمتنان وذكريات جميلة.
إلى حكومة مصر وجميع المصريين، أتقدم بخالص الشكر. لقد جعلت شراكتكم وحكمتكم وكرم ضيافتكم اللامحدود مهمتي مثمرة ومرضية.
لقد كان من دواعي سروري تمثيل بلدي هنا – لبناء الجسور، وتوطيد الصداقات، وتعميق التفاهم المتبادل. وبالطبع، لم تنتهِ علاقتي بمصر وبالشعب الرائع الذي التقيته هنا.
إن الروابط التي عززناها ليست مجرد إنجازات دبلوماسية – بل هي علاقات إنسانية. علاقات ثقة واحترام وصداقة حقيقية.
شكرًا لكم جميعًا، ونرجو أن تستمر الصداقة بين شعبينا في النمو لأجيال قادمة.
تحيا الفبين! و نحيا جميعاً!