
إعداد: فريق موقع السفير
باتت منصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها تيك توك، تشكل جزءًا لا يتجزأ من حياة ملايين الشباب في العالم العربي. ما بدأ كمنصة للترفيه ومشاركة الفيديوهات القصيرة، تحول إلى فضاء للتعبير الثقافي والاجتماعي، بل وأحيانًا إلى منبر للتمرد على الأعراف والتقاليد المجتمعية. فما هو تأثير هذه المنصة على جيل الشباب؟ وهل تغيرت الطريقة التي ينظرون بها إلى هويتهم وثقافتهم؟
خلفية وسياق تاريخي
مع انتشار الإنترنت والهواتف الذكية في العالم العربي خلال العقد الماضي، شهدت منصات التواصل الاجتماعي نموًا هائلًا. تيك توك، الذي أُطلق عالميًا في 2016، استطاع بسرعة جذب قاعدة جماهيرية واسعة، خاصة بين الفئات العمرية الصغيرة. في ظل الظروف الاجتماعية والسياسية التي يعيشها الشباب في المنطقة، وجدوا في هذه المنصة فرصة للتعبير بحرية عن آرائهم وأفكارهم، بعيدًا عن الرقابة التقليدية.
سرد الوقائع والأحداث
-
في عدة دول عربية، حقق بعض الشباب شهرة واسعة على تيك توك من خلال فيديوهات كوميدية، تعليمية، أو حتى سياسية.
-
في نفس الوقت، ظهرت موجة من الفيديوهات التي تتحدى التقاليد، مثل مناقشة قضايا الجنس، الحرية الشخصية، والدين، وهو ما أثار جدلاً واسعًا.
-
في بعض الدول، تعرض بعض صناع المحتوى للملاحقة أو الحظر، ما زاد من حالة التمرد والتحدي لدى الشباب.
التحليل والتفسير
تيك توك لم يعد مجرد منصة ترفيهية بل أصبح أداة تغيير اجتماعي وثقافي. الشباب العربي يستخدمها لكسر الحواجز، مناقشة موضوعات كانت تعتبر سابقًا “محظورة”، واستكشاف هويات جديدة تتماشى مع العصر الرقمي. لكن هذه الحرية تأتي مع تحديات، مثل الصدام مع القيم التقليدية، ومحاولات الرقابة من قبل الحكومات أو المجتمع.
اقتباسات الخبراء
قالت الدكتورة نورة الشامي، أستاذة علم الاجتماع:
“تيك توك يمثل مساحة جديدة للشباب العرب لإعادة تعريف أنفسهم والتعبير عن أفكارهم بشكل غير مسبوق. هذه المنصة تتيح لهم تشكيل هوية رقمية جديدة قد تكون أحيانًا صادمة للمجتمع التقليدي.”
وأضافت:
“هذا التمرد الرقمي يعكس رغبة جيل كامل في التحرر من القيود الاجتماعية، لكنه أيضًا يطرح تساؤلات حول التوازن بين الحرية والاحترام الثقافي.”
منصة تيك توك ليست مجرد موجة عابرة، بل ظاهرة تعكس تحولات جذرية في الثقافة والهوية لدى الشباب العربي. وبينما يواصل الشباب استخدام هذه الأداة للتعبير والتمرد، يبقى التحدي في كيفية تحقيق توازن يحترم التنوع الثقافي ويتيح مساحة للحوار والتفاهم بين الأجيال.