عاجلمنوعات

“الحمار بين الفلاح والمطبخ الصيني: قصة انحدار لا ينهق بها أحد!

في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا وتختفي فيه معالم الريف القديمة، يواجه الحمار المصري مصيرًا غير متوقع. من كونه شريكًا أساسيًا للفلاح في الحقل ووسيلة نقل رئيسية في القرى، أصبح اليوم ضحية للذبح العشوائي والتجارة الدولية، خاصة بعد أن دخلت جلود الحمير ضمن الصناعات الصينية المربحة. ومع تراجع أعداده بشكل ملحوظ، يطرح الواقع سؤالًا محوريًا: هل يوشك الحمار المصري على الانقراض، أم أن هناك من ينهق أخيرًا لإنقاذه؟

تواجه مصر تراجعًا حادًا في أعداد الحمير، حيث انخفض عددها من حوالي 3 ملايين في التسعينيات إلى نحو مليون فقط في الوقت الحالي، وفقًا لتصريحات نقيب الفلاحين حسين أبو صدام .

الأسباب الرئيسية لتراجع أعداد الحمير:

  1. الطلب العالمي على جلود الحمير: يُعزى التراجع جزئيًا إلى الطلب المتزايد على جلود الحمير، خاصة من الصين، حيث تُستخدم في إنتاج مادة “إيجياو” المستخدمة في الطب التقليدي. يُصدر جلد الحمار الواحد بأسعار تتراوح بين 300 إلى 600 دولار، مما شجع على ذبح الحمير بشكل قانوني وغير قانوني . 
  2. ارتفاع تكاليف التربية: أصبح تربية الحمار مكلفًا، حيث تصل تكلفة إطعامه إلى حوالي 3,000 جنيه شهريًا، بينما يُباع بسعر لا يتجاوز 5,000 جنيه، مما دفع المزارعين إلى الاستغناء عنه . 
  3. التحول إلى وسائل نقل بديلة: مع تطوير الطرق وانتشار وسائل النقل الحديثة مثل “التوك توك” والجرارات، قل الاعتماد على الحمير في التنقل والأعمال الزراعية، مما أدى إلى تراجع أهميتها في الريف المصري . 
  4. تسرب لحوم الحمير إلى الأسواق: أثارت تقارير عن ذبح الحمير وبيع لحومها في بعض الأسواق والمطاعم قلقًا واسعًا، خاصة مع ضبط كميات من هذه اللحوم في عدة محافظات، مما يشير إلى غياب الرقابة الصارمة . 

التحذيرات والدعوات:

حذر نقيب الفلاحين من أن استمرار هذه الممارسات قد يؤدي إلى انقراض الحمير في مصر خلال العقدين القادمين، داعيًا إلى تشديد الرقابة على أسواق الحمير ومنع الذبح العشوائي، وتنظيم تربيتها بشكل مستدام . 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى