سفير السودان الدولة المصرية حريصة كل الحرص علي وحده السودان وترفض الاعتراف بأي كيان موازي

كتب رفعت عبد السميع
أكد السفير السوداني بالقاهرة عماد الدين عدوي أن الحكومة السودانية لن تشارك في أي اتفاق سلام أو هدنة لا تستوفي المعايير أو ما تم الاتفاق عليه في منبر جدة.
وقال عدوي في مؤتمر صحفي بمقر اقامته اليوم “الأحد” إن القول الفصل في هذا الموضوع للشعب السوداني الذي اكتوى بنيران الميليشيا، مسلطا الضوء على جرائم الدعم السريع وانتهاكاتها بمدينة الفاشر، مشيرا إلى موجات النزوح الكبيرة من الفاشر إلى مدينة طويلة، وأنها مدينة صغيرة تحتاج إلى مساعدات كبيرة لمساعدة هذا العدد الكبير، متسائلا من يسلح المليشيا ويمدها بالمال والعتاد، وقال ماذا فعل مجلس الأمن لمنع هذه الابادة الجماعية، وكيف يمكن التساوي بين الذي يدافع عن المواطن ويقتله.
وأوضح السفير السوداني أن المساعدات الإنسانية تستخدم الآن كسلاح، مشيرا إلي أن الحكومة السودانية استجابت لمطالب فتح معبر آدري على الحدود مع تشاد، وكانت المساعدات تصل إلي مدينة طويلة التي تبعد حوالي 14 كيلو متر من الفاشر وكانت الميليشيا ترفض دخولها المدينة، وتساءل عن ماذا كان يضير المؤسسات الإنسانية الدولية الوصول بهذه المساعدات الي الفاشر، وقال إنه بعد الأحداث الأخيرة خرج من الفاشر حوالي 500 ألف مواطن إلي منطقة طويلة التي يوجد بها الآن حوالي مليون ونصف مواطن، مؤكدا أنه لا توجد الآن هدنة طرحت بصورة جدية، مشيرا إلى تأكيد حكومة السودان أنه لا مجال للتفاوض مع هذه المجموعة الإرهابية، كما يؤكد الجيش السوداني أنه في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بواجبه سيواصل القيام بواجبه الدستوري في حماية المواطنين واستعادة الاستقرار لهم، كما فعل في الخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض.
وأوضح السفير أن الميليشيا الإرهابية شنت 26 أكتوبر هجومها الواسع على الفاشر، باستخدام غاز الأعصاب المحظور دوليًا، إلى جانب القصف الكثيف، واختراق أحياء المدينة بالمدرعات والمشاة وقطع كامل للاتصالات عن المدينة والتشويش على الاتصالات بين الفرقة وقياداتها العملية، وقال حفاظًا على أرواح المدنيين المحتجزين داخل الفاشر وسلامة ممتلكاتهم والممتلكات العامة في المدينة، اتخذت قيادة الفرقة قرار الانسحاب إلى خارج المدينة إلى مواقع أخرى، مضيفا أنه بدخول الميليشيا المدينة، بدأ تنفيذ مخطط كانت قيادات الميليشيا تعلنه وتهدّد به؛ وهو استهداف وإبادة جماعية لسكان الفاشر، خصوصًا من ينتمون إلى قبائل ومجتمعات بعينها. ونود أن نؤكد أن ما جرى ويجري في الفاشر حتى هذه اللحظة لم يكن حدثًا فرديًا كما تحاول الميليشيا تصويره، بل هو استمرار وتكثيف لنفس النهج البشع الذي اتبعته الميليشيا في كل المناطق التي دخلتها، من أحياء أم درمان إلى قرى الجزيرة ومناطق سنار والنيل الأبيض وفى الجنينة تجاه المساليت، فالميليشيا مبنية على استعلاء عرقي وعنصرية، وترى في مواطنينا الآخرين إنسانية أدنى تستحق الوحشية والقتل بأبشع الطرق.
وقال السفير السودان فى القاهرة إنه منذ 26 أكتوبر وثقت عناصر الميليشيا فيديوهات مصورة لهم وهم يستلذون بقتل وتعذيب وإهانة المدنيين العزّل من نساء ورجال وأطفال وشيوخ وجرحى. وقد صاحب ذلك نهب ممتلكات المدنيين، وأخذ هواتفهم وأموالهم وأوراقهم الثبوتية، مضيفا ما يتم عرضه ليس سوى قطرة من بحر المجازر والانتهاكات التي ترتكبها الميليشيا بحق المواطنين، إذ أن ما وصل العالم من مقاطع هو ما روج له أفراد محددون داخل الميليشيا على منصات معينة، أما الجزء الأكبر مما جرى وما يزال فيختبئ وراء غطاء الانقطاع والتعتيم.
وكشف عدوي عن وصول بعض المعلومات المبدئية من مصادر متفرقة في ظل الحجب الكامل لشبكات الاتصال والانترنت عن الفاشر وما يجاورها يشير إلى أن هناك موجات نازحين مقدرون بنحو 28 ألف شخص إلى مدينة طويلة خلال الساعات 24 الأولى التي تلت دخول الميليشيا إلى الفاشر، وقال إن معظمهم يعاني من صدمة وسوء تغذية بدرجات متفاوتة وآثار جروح وضرب، ويعاني حوالي 1000 منهم أوضاعًا صحية متردية، كما يعاني نحو 750 طفلًا تقريبًا من سوء تغذية حاد ويحتاج 318 طفلًا آخرين إلى تدخل نفسي عاجل، بجانب 465 شخصًا آخرين يحتاجون تدخلًا طبيًا عاجلًا، مضيفا وأكدت مصادر إعدام حوالي 2700 شخص حتى يوم 28 أكتوبر الجاري، لكن جميع المصادر تتفق على أن الأعداد قد تكون أكبر بكثير، من بينهم نحو 2000 قضوا خلال الساعات الأولى لدخول الميليشيا المدينة، وتابع أن نقابة أطباء السودان كذلك أشارت إلى أن نحو 1200 من كبار السن والجرحى والمرضى تم تصفيتهم أو قضوا داخل المرافق الصحية الميدانية. وتشير روابط دارفور بالمملكة المتحدة إلى إحصاءات تصل إلى 6000 قتيل، موضحا أن هناك تقديرات مختلفة أخرى تشير الى أن هناك ما بين 170 ألف 250 ألف مدني ما زالوا محاصرين داخل المدينة، ويُرجّح تعرض بعضهم لعمليات قتل جماعية أو للحرائق. وتتوالى الشواهد على عمليات قتل وحرق للمدنيين داخل منازلهم وفي سياراتهم.
في الوقت نفسه أشاد عدوي بمواقف مصر الداعمة لوحدة السودان، مؤكدا إلى أن الدولة المصرية واحدة من القلائل التي تدرك أن هناك جهات تهدف إلى تفتيت الدولة الوطنية وحريصة كل الحرص على وحدة وأمن السودان، وقال إن مواقف مصر داعمة لوحدة السودان، لافتا إلى عدم ترحيب مصر ورفضها بأي كيان موازي في السودان، مجددا التأكيد على أن مواقف مصر داعمة لوحدة السودان.
كما شدد السفير السوداني لدى مصر على أن ما حدث ويحدث في مدينة الفاشر يتجاوز حدود المواجهة المسلحة إلى نطاق جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية منظّمة، في انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف لعام 1949، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، وقال إن حكومة السودان تدعو المجتمع الدولي إلى تحرّك فوري وفعّال يتجاوز بيانات الإدانة إلى إجراءات ملموسة تشمل، اعتبار ميليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية وفقاً للمعايير الدولية الخاصة بالجماعات المسلحة التي تمارس الإرهاب ضد المدنيين ، مضيفا وإدانة صريحة وواضحة لميليشيا الدعم السريع لارتكابها مجازر ترقى إلى الإبادة الجماعية، وإدانة ممولها وداعمها الإقليمي الرسمي الإمارات العربية المتحدة ومن خلفهم من قوة أخرى محلية وإقليمية ودولية، وطالب بممارسة الضغط عليهم لوقف التمويل والإمداد اللوجستي الذي أسهم مباشرة في هذه الجرائم، داعيا إلي ملاحقة المسؤولين عن المجازر وقادة الميليشيا وداعميها عبر تحقيق دولي مستقل ومحايد تحت مظلة الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية، و الضغط من أجل إيصال المساعدات الإنسانية فوراً عبر ممرات آمنة، وضمان وصول الإغاثة بصورة عاجلة، كما دعا إلي فرض حظر تسليح فوري على ميليشيا الدعم السريع ومنع وصول أي دعم عسكري أو مالي لها، واتخاذ تدابير عاجلة لحماية المدنيين، بما في ذلك إنشاء ممرات إنسانية آمنة، وفرض إجراءات مشددة وعاجلة على الجهة المعتدية ومموليها، محملا المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤوليتهم الأخلاقية والقانونية في منع استمرار هذه الإبادة الجماعية ومحاسبة مرتكبيها. أدوار الإعلام المحلي والإقليمي والدولي في كشف انتهاكات وجرائم مليشيا الدعم السريع المتمردة في الفاشر والمناطق
الأخري




