كلمة السفير رشيد خطابي في الجلسة الافتتاحية لمنتدى الحوار الإعلامي العربي الدولي

متابعة رفعت عبد السميع
طرابلس – ليبيا
معالي السيد وليد عمار اللافي
وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية
أصحاب المعالي والسعادة
الحضور الكريم
أتشرف، ونحن بهذه الحاضرة المتوسطية العريقة، توجيه خالص عبارات الشكر والتقدير لدولة ليبيا على كرم الضيافة وحسن التنظيم لأعمال منتدى “الحوار الإعلامي العربي الدولي” الذي يندرج في نطاق متابعة تنفيذ الخطة التنفيذية للاستراتيجية الإعلامية العربية المعتمدة من مجلس وزراء الإعلام العرب والتي تتمحور حول تحقيق ٣ اهداف رئيسية:
-القضية الفلسطينية
-محاربة التطرف والارهاب
-تثمين مقومات الهوية العربية.
صحيح أن الحوار أضحى مفهوما جذابا لدى النخب الفكرية والسياسية والدبلوماسية والاعلامية، لكن مصداقية الحوار تظل رهينة في المقام الأول بالثقة المتبادلة والاحترام المتبادل. فلا جدوى من حوار قائم على منطق المفاضلة والاستعلاء والتعصب. إن نفي الاختلاف قد يكون أعقد من الخلاف.
والعالم العربي الذي قدم عبر التاريخ نماذج في ثقافة الحوار بما في ذلك الميراث الحضاري الأندلسي كفضاء متفرد للتعايش السلمي بين الأديان والثقافات، مطالب بحوار مقدام مع الغرب، حوار متحرر من رواسب وجروح وتصدعات الماضي، حوار موجه لتبديد الصور النمطية والأحكام المسبقة، والاسقاطات “الاستشراقية” والتيارات المتطرفة التي تعمد عبثا لازدراء قيمنا الروحية وتشويه كينونتنا المجتمعية.
والثابت، أن على وسائل الاعلام مسؤولية جوهرية في نقل صورة مجدية ولائقة عن الشخصية العربية للرأي العام الدولي بما يقتضي الأمر من تسويق محتوى إعلامي وفق رؤية منفتحة وحداثية، وملتزمة بالقضايا العربية بدءا بالقضية الفلسطينية التي تشهد زخما تضامنيا دوليا في سياق موجة الاعترافات بدولة فلسطين، والتداعيات الانسانية التراجيدية للحرب الاسرائيلية الفتاكة على قطاع غزة والاقتحامات العدائية التصعيدية بالضفة الغربية.
وفي صلب هذه الرؤية، يبرز الدور الأساسي لوسائل الإعلام والمنصات الرقمية في طرح مقاربات واقعية عن قضايا شائكة من قبيل الارهاب والتطرف والهجرة التي أصبحت أوراق انتخابية لقوى شعبوية تحاول تبخيس الهوية الثقافية العربية وانتهاك قدسية الرموز الدينية في تعارض مع التشريعات الدولية وخاصة مقتضيات العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.
ومن هنا، بادرت جامعة الدول العربية منذ ازيد من 20 سنة للانضمام إلى “مجموعة أصدقاء تحالف الحضارات “التابع للأمم المتحدة وحرصت على وضع خطط زمنية مرحلية بما في ذلك اعداد مشروع الخطة الاستراتيجية الموحدة عن سنوات 2026-2031
تلكم الخطة التي تضم محاور حيوية ترتبط بالإعلام والهجرة والشباب والمرأة والتنمية المستدامة في انفتاح على كافة الشركاء ، وذلك تكريسا لتوجهات جامعة الدول العربية في نشر ثقافة السلام والتسامح ونبذ الكراهية والإقصاء ،وانسجاما مع مواثيق وإعلانات منظمة الأمم المتحدة بما فيها إعلان “كاشكايش” الذي توج أعمال المجموعة المذكورة خلال الدورة 20 بالبرتغال في نوفمبر 2024 بمشاركة 131 دولة و29 منظمة اقليمية والذي حث على نهج الحوار بين الثقافات والحضارات ، واحترام التعددية ، واستدامة السلام ، استشرافا لمستقبل أفضل للأجيال الصاعدة .
ويبقى التأكيد أخيرا أن المدخل القويم لأي حوار هادف، يمر حتما عبر تجانس وتماسك خطابنا الإعلامي العربي مع الأخذ بعين الاعتبار المتطلبات المهنية بما في ذلك استخدام اللغات الاجنبية وأدوات التواصل الحديثة لضمان انتشار هذا الخطاب خدمة للمصالح الجماعية العربية وتفاعل أوثق مع المشترك الكوني متطلعين لمناقشات بناءة ضمن محاور المنتدى التي ستتوج بإعداد توصيات عملية تمهيدا لاعتمادها من مجلس وزراء الإعلام العرب.




