السياحة العربية الداخلية.. كنوز مهملة تنتظر من يكتشفها

إعداد: فريق موقع السفير
في الوقت الذي يسافر فيه الملايين من العرب سنويًا إلى وجهات أجنبية، تُهمل في المقابل مواقع سياحية عربية تزخر بالتاريخ، التنوع البيئي، والعمق الثقافي. السياحة الداخلية لم تعد ترفًا، بل ضرورة اقتصادية وثقافية وإنسانية. من واحات الجزائر إلى أهرامات مصر، ومن جبال سلطنة عُمان إلى مدائن صالح في السعودية، يتكشف وجهٌ آخر للوطن العربي: غني، مبهر، لكنه شبه مهجور.
خلفية عامة
في العقود الماضية، كانت الأولوية لدى الحكومات العربية استقطاب السائح الأجنبي، على حساب السياحة الداخلية. ومع الأزمات الاقتصادية، وقيود السفر العالمي، بدأ الاهتمام تدريجيًا بالسياحة المحلية. لكنها ما زالت تعاني من ضعف الترويج، نقص الخدمات، وغياب التكامل بين الدول.
أبرز المواقع السياحية العربية المهدورة أو غير المستغلة
🇪🇬 مصر
-
الأهرامات وأبو الهول: رغم شهرتها العالمية، إلا أن المناطق المحيطة بها ما زالت تفتقر إلى تجربة سياحية متكاملة تشمل الفعاليات الثقافية والمرافق العائلية والترفيهية.
-
واحات مصر الغربية (سيوة، الخارجة، الداخلة): مواقع طبيعية مذهلة وثقافات أمازيغية أصيلة، لا يتم استغلالها بشكل مناسب في السياحة البيئية أو العلاجية.
-
أسوان والنوبة: من أغنى المناطق بالتاريخ والهوية البصرية، ورغم ذلك تبقى في الظل مقارنة بالقاهرة والغردقة.
-
الإسكندرية: مدينة ذات عمق تاريخي وثقافي، تحتاج إلى خطة إحياء حضاري وسياحي تجعلها واجهة للعرب والعالم.
السعودية
-
مدائن صالح (الحِجر): أول موقع سعودي يُدرج في قائمة اليونسكو، يشبه البتراء الأردنية، لكن لم يُكتشف محليًا إلا مؤخرًا.
-
جبال عسير والباحة: مناطق طبيعية ساحرة صالحة للسياحة البيئية والمغامرات.
-
العلا: أصبحت مؤخرًا محور مشاريع سياحية، لكنها ما زالت تحتاج إلى ترويج داخلي حقيقي.
🇦🇪 الإمارات
-
المنطقة الشرقية (خورفكان، كلباء): طقس معتدل وطبيعة بحرية خلابة، خارج دائرة الترويج المعتادة.
-
التراث الثقافي في الشارقة: مهرجانات ومتاحف رائعة، لا تزال غير معروفة للكثير من المواطنين العرب.
🇱بنان
-
بعلبك وجبيل: مواقع أثرية عالمية، لكنها تعاني من التهميش بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية.
-
وادي قاديشا: تراث ديني وطبيعي مدهش مهدد بالنسيان.
🇲🇦 المغرب
-
واحات الجنوب ومضايق تودغا: وجهات ممتازة للسياحة البيئية، مهملة لصالح المدن الكبرى.
-
القصور الصحراوية: مثل قصر آيت بن حدو، لكنها لا تظهر في الحملات العربية.
🇹ونس
-
قرطاج: مدينة ذات تاريخ فينيقي وروماني، لا تحظى بالترويج الذي تستحقه.
-
جزيرة جربة: نموذج للانسجام الديني والثقافي، تصلح كوجهة عربية شتوية بديلة.
🇯🇴 الأردن
-
البتراء: جوهرة أثرية، لكنها غالبًا وجهة للسياح الأجانب فقط.
-
وادي رم: مكان تصوير أفلام عالمية، ما زال يفتقر إلى ربطه بالسياحة الثقافية المحلية.
🇸🇩 السودان
-
أهرامات مروي: عددها يفوق أهرامات الجيزة، لكن لا وجود لها في معظم كتيبات السفر العربية.
🇩🇿 الجزائر
-
الطاسيلي والهقار: مواقع طبيعية وتاريخية مذهلة، لكنها بعيدة عن دوائر السياحة المعتادة.
-
سواحل الشرق الجزائري: بيئة بحرية جميلة وغير مكتشفة.
🇴🇲 سلطنة عُمان
-
وادي شاب، جبل شمس، رأس الجنز: طبيعة متنوعة ساحرة، تصلح للسياحة العائلية والبيئية.
4. تحليل الأسباب
لماذا تُهمل هذه المواقع؟
-
ضعف البنية التحتية: من طرق ونقل إلى خدمات الضيافة والإرشاد السياحي.
-
نقص الترويج الإعلامي: قلة البرامج الوثائقية والمواد الجذابة على السوشيال ميديا.
-
مركزية السياحة في المدن الكبرى: معظم الجهود تنحصر في العواصم أو المواقع المشهورة.
-
غياب التعاون الإقليمي: لا توجد حملة عربية موحدة لتشجيع المواطن العربي على السفر داخل منطقته.
5. رأي الخبراء
يقول الدكتور أمين جابر، أستاذ السياحة الإقليمية:
“المنطقة العربية تمتلك كل المقومات لتصبح وجهة عالمية، بل وعربية داخلية. فقط نحتاج استراتيجية إبداعية، لا تعتمد على الترويج التقليدي.”
وتضيف الخبيرة هدى بوالصوف، مستشارة سياحية جزائرية:
“الشباب العربي الآن يبحث عن تجربة، وليس فقط صورًا. إذا وفرت له رحلة طبيعية آمنة وغنية ثقافيًا، لن يحتاج للسفر خارج بلده.”
6. خاتمة
الكنوز العربية السياحية ليست في حاجة إلى اختراع، بل إلى من يعيد اكتشافها. مستقبل السياحة في العالم العربي ليس في الخارج فقط، بل في أرضه وتاريخه وإنسانه. المطلوب الآن هو مشروع عربي موحّد للنهوض بالسياحة الداخلية، وربط الشعوب العربية بهويتها وجغرافيتها.
7. الكلمات المفتاحية (الوسوم)
-
السياحة العربية،
-
السياحة الداخلية،
-
المواقع الأثرية في مصر،
-
السياحة في السعودية،
-
مدائن صالح،
-
أهرامات السودان،
-
سيوة وأسوان،
-
السياحة البيئيةv
-
التعاون السياحي العربي،
-
الترويج الثقافي،
-
الوجهات السياحية المهملة،




