بيان صادر عن وزارة العلاقات الخارجية في جمهورية كوبا

متابعة رفعت عبد السميع
لقد أنتقصت حكومة الولايات المتحدة مرة أخرى من مصداقيتها من خلال إدراج كوبا ظلما على قائمة الدول التي “لا تتعاون بشكل كامل مع جهودها في مكافحة الإرهاب”.
مرة أخرى تحوّل وزارة الخارجية الحرب على الإرهاب الدولي إلى ممارسة سياسية أحادية الجانب ضد البلدان التي لا تمتثل لمصالحها المهيمنة.
قبل عام واحد بالضبط، عندما قامت الإدارة الأميركية السابقة برفع كوبا من نفس القائمة، أدركت هذه الإدارة قيمة التعاون الثنائي في مجال تطبيق وتنفيذ القانون، بما في ذلك المواجهة المشتركة للإرهاب.
لم يتغير شيء منذ ذلك الحين في الأداء المثالي الذي قدمته كوبا في هذا المضمار، ولكن المُتغير هو نية الحكومة الأميركية ووزير خارجيتها الجديد لفرض السردية التي تدعي بأن كوبا تشكل تهديداً للأمة، مما أدى إلى إفساد العلاقات الثنائية ودفع البلدين إلى سيناريوهات المواجهة غير المرغوب فيها بالنسبة لشعبينا.
القائمة المذكورة لا تحتوي على أية أدلة ملموسة، كما لم تقدم الحكومة الأمريكية الجديدة أية أدلة، ولم تتردد بعد ساعات فقط من توليها السلطة في التحايل على عملية التشاور بين الوكالات المتخصصة التي أدت إلى استبعاد كوبا من قائمة الدول التي يزعم أنها ترعى الإرهاب.
وتندرج هذه الأدوات ضمن إطار سياسة “الضغط الأقصى” والحرب الاقتصادية؛ ومروجو هذه الأعمال يدركون الضرر الذي يلحقونه بالشعب الكوبي والتأثير المخيف الذي يمارسونه ضد أي دولة تبدو مرتبطة بالإرهاب، بغض النظر عن الحقيقة.
إن التزام كوبا بالعمل الفعال وإدانة الإرهاب هو حقيقة مطلقة لا تتزعزع ولا تتأثر أو تستجيب لرغبات وزير الخارجية الأميركي الحالي. لقد كان لكوبا، التي كانت ضحية الأعمال الإرهابية، دور مثالي في مكافحة الإرهاب.
وعلى العكس من ذلك، فإن حكومة الولايات المتحدة تتسامح مع هذه الآفة أو حتى تتواطأ معها. لقد عاش إرهابيون معروفون مثل لويس بوسادا كاريليس وأورلاندو بوش أفيلا بأمان في ميامي، تحت حماية الولايات المتحدة. ولا تزال الحكومة الكوبية تنتظر ردوداً على طلبها للحصول على معلومات حول هوية مرتكب الهجوم الإرهابي على السفارة الكوبية في سبتمبر/أيلول 2023، وعلى الطلبات المتعلقة بـ 61 فرداً و19 منظمة مقرها في أمريكا، وعلى ارتباط بأعمال عنف وإرهاب ضد كوبا.
إن بلادنا لم تشارك قط في تنظيم أو تمويل أو تنفيذ أعمال إرهابية ضد أي دولة، ولم ولن تستخدم أراضيها لمثل هذه الأعمال. ولكن لا يمكن قول الشيء نفسه عن الولايات المتحدة. احترموا هذه الحقيقة!
وزارة العلاقات الخارجية في جمهورية كوبا
هافانا، 14 مايو/أيار 2025