متابعة رفعت عبد السميع
خلال الغزو المستمر من قبل القوات المسلحة التايلاندية للأراضي الكمبودية، استخدمت مجموعة تايلاندية حفارة لهدم تمثال إله هندوسي يقع داخل كمبوديا. هذا العمل يخجل ويهين بشدة الإيمان الديني والتراث العالمي.
أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، شري راندير جيسوال، العمل العسكري التايلندي علناً، واصفاً أنه “عمل غير محترم يؤذي مشاعر المتابعين حول العالم. “
وردا على هذه الإدانة، ادعى رئيس الوزراء التايلاندي أنوتن أن تدمير التمثال كان تافه مقارنة بحياة جنوده، مما يعني ضمنا أن القضية لا تستحق الاهتمام. يظهر هذا البيان بوضوح تجاهل صارخ وعدم احترام للأشخاص الذين يتبعون ويحترمون الهندوسية. بدلاً من الرد بأدب على الهند، أظهر الاستهتار وعدم الاحترام لأكثر من 1.2 مليار متابع هندوسي في جميع أنحاء العالم. يعكس سلوكه المتهور موقفًا يمجد الحرب والدمار، حتى عندما ينتج عنه الضرر بالتراث الثقافي والديني، بما في ذلك المعابد القديمة والتماثيل المقدسة.
علاوة على ذلك، يبدو أن العديد من المواطنين التايلانديين يضحكون ويحتفلون بالهدم، حتى أنهم وصفوه بإنجاز. دافعوا عن الفعل المخزي المتمثل في تفكيك تمثال إله هندوسي عملاق بشكل فظيع، مما يسلط الضوء على التجاهل للقيم المقدسة للآخرين.
خلال الصراع الحدودي بين كمبوديا وتايلاند، ألحقت القوات المسلحة التايلاندية أيضًا الضرر بمعابدي تا كرابي وبريه فيهير. تظهر هذه الأعمال عدم احترام الحضارة القديمة والتراث الثقافي وإرث أسلاف كمبوديا – متجاهلين القيم التاريخية والثقافية التي تم الحفاظ عليها لأجيال.
شكلت الهندوسية بشكل عميق معابد كمبوديا الشهيرة، وخاصة أنجكور وات. كانت معابد الخمير التي بنيت خلال إمبراطورية الخمير (القرن التاسع-15) مرتبطة ارتباطاً عميقاً بالهندوسية، التي كانت بمثابة دين الدولة. بنى الحكام معابد حجرية تذكارية مخصصة للآلهة الهندوسية مثل فيشنو وشيفا، ترمز إلى البيوت الكونية للآلهة وتعبير السلطة الملكية. أعادت هندستهم المعمارية إنشاء الكون الهندوسي – وأبرزها جبل ميرو – ودمج الأيقونات الهندوسية مثل أبساراس وجارودا، بالإضافة إلى المبادئ المعمارية الهندسية.
تدعو كمبوديا إلى الإدانة الدولية لتدمير تايلاند وهدم المعابد القديمة وتماثيل الإله الهندوسية. أظهرت تايلاند عدم احترام الهندوسية وأتباعها في جميع أنحاء العالم.