كتب رفعت عبد السميع
خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة لاتحاد اذاعات الدول العربية المنعقدة في تونس قال السفير أحمد رشيد خطابي الامين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية قال
معالي السيد/ سفيان تقية
وزير السياحة بالحكومة التونسية
السيد/ محمد بن فهد الحارثي
رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية
المهندس/ عبد الرحيم سليمان
المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية
الحضور الكريم،
يسعدني في البداية أن أتوجه بالشكر لاتحاد إذاعات الدول العربية على الدعوة الطيبة للمشاركة في أعمال الجمعية العامة في دورتها 45، منوها بإسهامات الاتحاد، الشريك في مسيرة العمل الإعلامي العربي المشترك، وتنسيق التعاون والمبادرات لمواجهة التحديات التي تواجه الإعلام العربي.
ذلكم أن المشهد الإعلامي في ظل التحولات الجذرية التي يعرفها، يفرض معايير اتصالية حديثة، ويحتم علينا التحرك ضمن رؤية مشتركة لتطوير الإعلام العربي، واعتماد التوجهات العالمية وأحدث الابتكارات، وتقديم فرصة حقيقية للتعاون بين المؤسسات العربية وبناء شراكات دولية، بما يسهم في تحديث أساليب الإعلام العربي وتطوير محتواه.
الحضور الكريم،
إن اختيار موضوعي الحوار المهني لهذه الدورة سواء “دور الإعلام في تحفيز الابتكار الشبابي في قطاعات التنمية، أو “تحولات المشهد الإعلامي في عصر الذكاء الاصطناعي والمؤثرين”، يعكس الاهتمام الذي يوليه الاتحاد لتطوير أداء الإعلام العربي ليكون مواكبا للتطور التكنولوجي في تحقيق التنمية، من خلال وسائله المسموعة والمرئية والتفاعلية، حيث أتاح التطور الهائل في وسائل الاتصال آفاقا جديدة، فتحت المجال لمشاركة جميع المكونات، فرادى وجماعات، في عملية التنمية الشاملة.
إن التحول الرقمي يشكل خيارا حتميا لا مفر منه، ونحن مطالبون بتجاوز الفجوة الرقمية لمواكبة الاستخدام النشط لهذه التكنولوجيا، والتجاوب الفعال مع هذه المتغيرات عبر رؤية جماعية، تهدف إلى تعزيز التكامل والتنسيق في زمن تسوده الأزمات وتزداد فيه الإكراهات، فتعزيز الوعي وقدرة الأفراد، ولا سيما الشباب، على التمييز بين المحتوى الصحيح وغيره بات أمرا جوهريا، يستدعي الاستثمار في التربية الإعلامية وتنمية مهارات التحكم الذاتي لدى المستخدمين.
ومن هنا تبدو أهمية التدريب على استخدام وسائل الإعلام الجديد الذي يعتبر الأكثر تأثيرا لزيادة الوعي بضرورة التغيير الاجتماعي لتحقيق التنمية المستدامة، ونشر المعرفة لرفع الوعي بقضايا التنمية، فعلينا أن نخلق جيلا جديدا واعيا، متسلحا بالمعرفة وبالدراية الكاملة بمفاهيم وأدوات الإعلام الجديد.
وفي هذا السياق، اعتمد مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته (55) الأخيرة التي انعقدت يوم 26 نوفمبر الماضي، الاستراتيجية العربية للتربية الإعلامية والمعلوماتية الكفيلة بتنمية الثقافة الرقمية، كما أن استخدامات الذكاء الاصطناعي تتطلب تضافر الجهود لتطوير أطر تشريعية تضمن حماية حقوق الأفراد وتضمن الحفاظ على القيم الإنسانية والمجتمعية والأخلاقية، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا من خلال التعاون البناء بين الدول الأعضاء.
وفي هذا الصدد، اعتمد مجلس وزراء العرب للاتصالات والمعلومات “الاستراتيجية العربية للذكاء الاصطناعي” في 2025، وأقرت القمة العربية التنموية الأخيرة التي انعقدت في بغداد “المبادرة العربية للذكاء الاصطناعي”.
كما تقوم منظمات العمل العربي المشترك بدور محوري في تعزيز التعاون التكنولوجي وبناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، بما فيها على الخصوص اتحاد الإذاعات العربية، حيث بادر بتطوير أنظمة بث ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي في إدارة المحتوى الإعلامي، وإنشاء منصات إعلامية رقمية ذكية.
ختاما، لا يسعني إلا أن أجدد الشكر لاتحاد إذاعات الدول العربية على حسن تنظيم هذه الدورة، متمنيا لأعمالكم كل التوفيق والنجاح.
