تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى المملكة العربية السعودية، بدعوة من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، في توقيت بالغ الحساسية، لتؤكد عمق الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة والرياض، وتبرز الدور المحوري للدولتين في صون الأمن القومي العربي وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
الزيارة لا تعكس فقط العلاقات التاريخية والإنسانية التي تربط الشعبين الشقيقين، بل تحمل أيضًا رسائل سياسية واقتصادية واضحة، إذ تفتح الباب أمام آفاق جديدة للتعاون في مجالات الاستثمار، الطاقة، البنية التحتية، والسياحة، إلى جانب التنسيق الوثيق في القضايا المصيرية وعلى رأسها الحرب في غزة والأزمات المتصاعدة في سوريا واليمن وليبيا والسودان.
سياسيون وبرلمانيون أكدوا أن القمة المرتقبة في مدينة نيوم تجسد وحدة الموقف المصري – السعودي، وتعكس إدراك القيادتين لأهمية التشاور المستمر في ظل التحديات غير المسبوقة التي تشهدها المنطقة. وأجمعوا على أن مصر والسعودية تمثلان معًا ركيزة أساسية للاستقرار العربي، وضمانة حقيقية لمواجهة التدخلات الخارجية وحماية المصالح الاستراتيجية في البحر الأحمر والخليج العربي والشرق الأوسط.
وأكد الخبراء أن العلاقات المصرية السعودية بلغت مستوى الشراكة المتكاملة، بما يجعلها صمام أمان للمنطقة ورسالة قوة للعالم بأن القاهرة والرياض تتحركان برؤية مشتركة لصياغة مستقبل عربي أكثر استقرارًا وأمنًا وازدهارًا، قائم على التعاون والتكامل السياسي والاقتصادي.
