Site icon السفير

في الاحتفال بالعيد الوطني لصربيا بمشاركة وزير الزراعة شهر فبراير يعد عمه فارقه في تاريخ العلاقات بين البلدين

في الاحتفال بالعيد الوطني لصربيا بمشاركة وزير الزراعة شهر فبراير يعد عمه فارقه في تاريخ العلاقات بين البلدين

كتب رفعت عبد السميع
احتفالية رائعة تلك التي أقامها سفير صربيا على نيل القاهره احتفالاً باليوم الوطني فقد اقيم معرض للصور والمعلومات التاريخية عن البلدين الصديقين صربيا ومصر وذلك بجهد ممتاز من فريق العمل بسفارة صربيا ممااطفي على على الحفل روعه وعبق تاريخي وفي كلمته بهذه المناسبة قال السفير ميروسلاف شيستوفيتش سفير جمهورية صربيا لدي مصر
إنه حقًا لمن دواعي سروري أن أراكم جميعًا حاضرين هنا الليلة، للاحتفال معنا باليوم الوطني لجمهورية صربيا.
اسمحوا لي أيضًا أن أرحب بكم ترحيباً حارًا نيابةً عن الملحق العسكري، المقدم/ زدرافكو بيريتش، حيث نحتفل الليلة أيضًا بيوم القوات المسلحة الصربية.
يصادف يوم الدولة لجمهورية صربيا، 15 فبراير، حدثين مهمين في التاريخ الصربي يجمعان رمزيًا بين هويتنا الوطنية والدولة.
في هذا اليوم، في عام 1804، اندلعت ثورة تاريخية ضد الإمبراطورية العثمانية. لم يكن الأمر مجرد نضال من أجل التحرير الوطني – بل كان ثورة صربية لتفكيك الإقطاع في منطقتنا. لقد أدى هذا النضال إلى إنشاء إمارة صربيا واعتماد أول دستور صربي في 15 فبراير 1835، وهو أحد أكثر الدساتير تقدمًا وحداثة في أوروبا في ذلك الوقت.

سيداتي وسادتي،
كما شاء القدرأن يكون شهر فبراير أيضًا فارقًا فيما يتعلق بالعلاقات بين صربيا ومصر.
ففي الأول من فبراير 1908، تأسست العلاقات الدبلوماسية بين مملكة صربيا وخديوية مصر. وتُعرض رسالة الملك بطرس الأول ملك صربيا إلى جلالة الملك عباس الثاني حلمي ملك مصر، بتعيين أول ممثل دبلوماسي لصربيا، بالإضافة إلى وثائق أخرى – في مدخل القاعة – تشهد على التاريخ الاستثنائي لعلاقاتنا الثنائية.
خلال 117 عامًا من علاقاتنا الرسمية، نشأت روابط قوية بين بلدينا. من العصر الذهبي للصداقة والتعاون داخل حركة عدم الانحياز – نتذكر جميعًا الرئيسين تيتو وناصر – وصولًا إلي إطار الشراكة الاستراتيجية المعلن خلال زيارة رئيس جمهورية مصر العربية في يوليو 2022 وتوقيع اتفاقية التجارة الحرة خلال زيارة العودة لرئيس صربيا، في يوليو من العام الماضي.
يسعدني أن يكون معنا الليلة دبلوماسيون مصريون خدموا في سفارة مصر في بلغراد، وساهموا بشكل كبير في تعزيز علاقاتنا الثنائية. اسمحوا لي أن أشيد بهم في هذه المناسبة.
لقد بَشـﱠرت زيارتان رئاسيتان كبيرتان بعصر ذهبي جديد في علاقاتنا. وهما تؤكدان المثل المصري القائل بأن “أفضل صديق هو الذي لا يتغير بمرور الوقت أو الثروة”. وبنفس القدر من الأهمية، تعكسان حقيقة مفادها أن العلاقات بين الدول، القائمة على الاحترام المتبادل والقانون الدولي والمبادئ الأساسية للعلاقات الدولية، كما هي الحال مع مصر وصربيا، ستستمر في مواجهة التحديات التي يفرضها النظام العالمي المتفكك الذي نشهده جميعًا اليوم بقلقٍ كبير.

وعلى الرغم من التحديات العديدة، واصلت مصر وصربيا جَني ثِمار الأسُس التاريخية السليمة، وخاصـﱠــةً الزيارتين الرئاسيتين المهمتين في السنوات الثلاث الماضية. وعلى سبيل المثال، في عام 2024 فقط، وقعنا 11 اتفاقية، بما في ذلك اتفاقية التجارة الحرة التي تبرز كجوهرة التاج وتمثل أهمية قصوى لمجتمعاتنا التجارية والتعاون الشامل. وخلال العام الماضي، إلى جانب الزيارة الرئاسية الصربية في يوليو وزيارة السيدة الأولى في نوفمبر، كانت لدينا زيارة رؤساء مجلس الشيوخ ووزير الاتصالات، ومؤخراً زيارة معالي وزير الخارجية المصرية إلى صربيا.
وفي تلك المناسبة، توصلنا معًا إلى خارطة طريق طموحة للغاية للمستقبل، على ثقة من أن أفضل سنوات علاقاتنا وخاصة تعاوننا الاقتصادي لم تأت بعد. ومن ثم، يُسعدني أن أُعلـــن أن غرفة التجارة الصربية قد بدأت رسميًا إجراءات افتتاح مكتب تمثيلي لها في القاهرة، وهو الأول في أفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، تخطط شركاتنا الأكثر أهمية وشهرة، مثل “دلتا القابضة”، لإنشاء “نادي رجال الأعمال الصرب” بمكتب تمثيلي لها في القاهرة.
ضيوفنا الأعزاء،
أما بالنسبة للقوات المسلحة الصربية، فنظرًا لأن الحياد العسكري هو مبدأ أساسي للسياسة الخارجية والأمنية الصربية، فهو ضمان لدفاعنا وأداةً لبناء الثقة. وبهذه الطريقة، تصبح التعليم والتدريبات المشتركة والتعاون العسكري الدولي والمشاركة في المهام الدولية عوامل رئيسية لبناء الثقة بين القوات المسلحة الصربية وشركائها الدوليين، ومن بينهم مصر التي تحتل مكانةً تاريخية خاصة.
أصدقائي الأعزاء،
بصفتي سفيرًا غير مقيم لجمهورية صربيا لدى دولة فلسطين، اسمحوا لي أن أُعرب عن إعجابي وتقديري للمساهمة المحورية لمصر في الجهود المنسـﱠقة الرامية إلى إنهاء الأعمال العدائية والإفراج عن الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها بشدة شعب غزة المعذب. إن تحقيق السلام من خلال الاعتراف بالمصالح والحقوق المشروعة للفلسطينيين كما أكدتها قرارات الأمم المتحدة المتعددة له أهمية بالغة لكلاً من الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.
سيداتي وسادتي،
أود أيضًا أن أغتنم هذه الفرصة لأرحب ترحيبًا حارًا بأفراد جاليتنا في الخارج وبالمواطنين المصريين من ذوي الجذور الصربية، الذين وجدوا السعادة وسُبُل العيش في هذا البلد الجميل بين شعبِه المِضياف.
وأخيرًا، أتوجه بالشكر أيضًا إلى جميع أعضاء طاقم السفارة على التزامهم بتنظيم هذا الحدث، والذي آمل أن تستمتعوا به. من جانبه قال السيد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي
يسعدني …ان أنقل تهنئة الاستاذ الدكتور/ مصطفى مدبولى- رئيس مجلس الوزراء لسعادتكم ولجمهورية صربيا والسادة أعضاء السلك الدبلوماسى والجالية الصربية بالقاهرة بهذه المناسبة الكريمة.

وأود الاشارة … إلى أن العلاقات المصرية-الصربية هى علاقات تاريخية سواء على المستوى الثنائى منذ بدء العلاقات الدبلوماسية فى عام 1908 أو على المستوى متعدد الاطراف من خلال الدور البارز لبلدينا فى تأسيس حركة عدم الانحياز.
وحديثا فقد شهدت العلاقات المصرية-الصربية نموا كبيرا من خلال تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين الجانبين، والتى بدأت بزيارة فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى الى جمهورية صربيا فى عام 2022 ، حيث تم الاتفاق على تأسيس اللجنة العليا المشتركة للتعاون الاقتصادى والعلمى والفنى، كما تم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتعزيز التعاون الثنائى المشترك وعلى رأسها اتفاقية التجارة الحرة والتي تساهم في تنشيط و زيادة انسياب حركة الصادرات والواردات بين البلدين، فضلًا عن توقيع عدد أخر من مذكرات التفاهم فى مجالات التعليم العالى والثقافة والتجارة والزراعة والاستثمار.
ورغبة من الجانبين فى تعزيز التعاون فقد شرفنا بزيارة فخامة السيد الرئيس الصربى/ ألكسندر فوتشيتش الى القاهرة فى يوليو من العام الماضى 2024، حيث التقى خلالها بفخامة الرئيس السيسى لتعزيز التعاون المشترك بين الجانبين، كما التقى سيادته مع دولة رئيس مجس الوزراء الاستاذ الدكتور مصطفى مدبولي حيث قام بافتتاح فعاليات منتدى الأعمال المصري -الصربي، والذي عُقد بالعاصمة الإدارية الجديدة، عقب لقاء مشترك لبحث عدد من ملفات التعاون، حيث شارك بالمنتدى مجموعة كبيرة من ممثلي الشركات وغرف التجارة المصرية والصربية والقطاع الخاص.

السيدات والسادة الحضور …
لقد شهدت العلاقات المصرية-الصربية … زخماً سياسياً واقتصادياً وثقافياً كبيراً، خاصة بعد الزيارات الرئاسية المتبادلة المشار اليها، وحاليا يتعاون الجانبين المصري والصربي في عدد من المجالات أهمها، إنتاج المطهرات البيئية، وتكنولوجيا الكواشف الطبية، فضلاً عن التعاون في مجال التشخيص المختبري، كما قامت احدى الشركات المصرية بالبدء في تصنيع الجرارات الزراعية في صربيا بالتعاون مع المستثمرين الصرب، هذا وقد أظهرت بيانات حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفاعا ملحوظا فى السنوات الاخيرة حيث ارتفعت من 94 مليون دولار فى عام 2022 لتصل إلى نحو 300 مليون دولار خلال عام 2024، منها واردات صربية وصلت لنحو 41 مليون دولار الى مصر، بينما بلغت صادرات مصر من السلع المختلفة لصربيا الى نحو 72 مليون دولار، فى حين مثلت الخدمات وخاصة السياحية منها نحو 180 مليون دولار.
هذا وتمثل مصر بالنسبة لصربيا بوابة الدخول لمنتجاتها إلى أسواق القارة الأفريقية من خلال اتفاقية “منطقة التجارة الحرة الأفريقية”، وفى المقابل نأمل أن تكون صربيا مركزا لتوزيع المنتجات المصرية الزراعية الى دول الجوار العربى فى شرق أوروبا والاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة التى تم توقيعها مع صربيا.
لذا انتهز هذه المناسبة الكريمة لدعوة المستثمرين الصربيين للاستثمار بالقطاعات المختلفة داخل جمهورية مصر العربية، فى ضوء الظروف والحوافز الاستثمارية التى تقدمها الحكومة المصرية حاليا للتوسع فى الاستثمار وتشجيع القطاع الخاص الاجنبى، ايمانا من الدولة المصرية فى أهمية التكامل الإقتصادى بين الدول لرفع مستوى معيشة مواطنيها.

السيدات والسادة…

أود التأكيد على انه يتعين علينا التركيز خلال الفترة القادمة على موضوعات التعاون التي تعكس المصلحة المشتركة لبلدينا، مع الاستفادة من الميزة النسبية لكل منّا فى أى من المجالات الزراعية أو السياحية والاستثمار والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والإسكان وغيرها.
وختاما.. أتقدم بالشكر لسعادة السفير/ ميروسلاف ولكل السادة الضيوف الذين حضروا اليوم للمشاركة فى هذه الاحتفالية الهامة، متمنيًا لكم ولجمهورية صربيا كل التوفيق والسداد ولشعبينا الصديقين التنمية والسلام والازدهار.

Exit mobile version