
تعد طنجة واحدة من أهم المدن المغربية، ليس فقط لموقعها الجغرافي الفريد عند ملتقى البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي، بل لأنها تلعب دورا حيويا في الناحيتين الاقتصادية والرياضية، جعلت منها بوابة المغرب نحو أوروبا والعالم.
ومع احتضان المغرب لبطولة كأس الأمم الإفريقية ٢٠٢٥ خلال الأيام الحالية، تعود طنجة إلى الواجهة كإحدى المدن القادرة على ترجمة هذا الحدث القاري الكبير إلى قصة نجاح رياضي.
طنجة التي تقع في أقصى شمال المغرب تعتري أحد أبرز المدن التي وقع عليها الاختيار لاستقبال مباريات المسابقة القارية في نسختها رقم ٣٥، حيث تضم المدينة واحدا من أفضل وأكبر ملاعب إفريقيا، وهو ملعب طنجة الكبير الشهير بملعب “ابن بطوطة”.
ويستضيف ملعب طنجة الكبير ست مباريات في كان ٢٠٢٥، مقسمة إلى ثلاثة لقاءات في دور المجموعات، بجانب مباراة في الدور ثمن النهائي، وأخرى في الدور ربع النهائي، بالإضافة إلى مواجهة في الدور نصف النهائي للمسابقة القارية.
وظهر ملعب “ابن بطوطة” لأول مرة في البطولة الإفريقية خلال لقاء منتخبي السنغال وبوتسوانا ضمن منافسات المجموعة الرابعة، والذي انتهى بانتصار أسود التيرانجا بثلاثية نظيفة، حيث ظهر الملعب في أبهى صورة، خاصة بعد التجديدات التي طرأت عليه مؤخرا وجعلته أكبر ملاعب المغرب في الطاقة الاستيعابية بما يقرب من ٧٥ ألفا و٥٠٠ مشجع.
وتحمل طنجة مكانة خاصة في الذاكرة المغربية، فهي مدينة ذات طابع دولي منذ قرون، احتضنت ثقافات متعددة، وانفتحت على أوروبا وإفريقيا في آن واحد.. موقعها الاستراتيجي وميناؤها التاريخي عند مضيق جبل طارق، جعلوا منها رمزا للتواصل والتبادل، وهو ما ينسجم تماما مع روح كأس الأمم الإفريقية كملتقى لشعوب القارة السمراء.
يمثل ميناء طنجة المتوسط أحد أبرز المشاريع الاستراتيجية في المغرب، حيث يعد اليوم من أكبر الموانئ في حوض البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا من حيث الطاقة الاستيعابية وحركة الحاويات، ليجعل مدينة طنجة محورا عالميا للتجارة والنقل البحري.
وخلال كأس الأمم الإفريقية، يبرز دور الميناء كواجهة حضارية وتنظيمية، قادرة على استقبال الوفود الإفريقية، وتسهيل حركة الجماهير، ودعم البنية التحتية للحدث القاري.
وتمثل استضافة كأس الأمم الإفريقية فرصة لطنجة لتأكيد مكانتها كمدينة عالمية، تجمع بين التاريخ والحداثة.




